News

قداس العنصرة في البلمند

25
Jun 2013


الأحد 23 حزيران 2013 - وطنية
ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي قداس العنصرة الالهي، في كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلمند، بمعاونة المطارنة جورج خضر، الياس الكفوري، انطونيوس الشدراوي، سارجيوس عبد، دامسكينوس منصور، جورج ابو زخم، سلوان موسي، افرام كرياكوس، كما حضر المطران بولس يازجي بالصلوات، اضافة الى رئيس اساقفة اميركا جوزيف زحلاوي، رئيس دير سيدة البلمند عميد معهد اللاهوت الاسقف غطاس هزيم، والاسقف قسطنطين كيال، اضافة الى الكهنة غريغوريوس يعقوب الخوري، سمعان نصري، رئيس الشمامسة جيراسيموس كباس والشمامسة جورج شلهوب، برثانيوس اللاطي وجورج يعقوب، وقد خدمت جوقة المعهد بقيادة جيلبير حنا في حضور الوزيرين كابي ليون ونقولا نحاس، والنواب: غسان مخيبر، فادي كرم، رياض رحال وفادي الهبر، وزراء سابقين، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم، يعقوب الصراف، وعمداء واساتذة جامعة البلمند وشخصيات وحشد من المؤمنين.
 
بعد الانجيل المقدس القى يازجي عظة قال فيها: "نجتمع اليوم، ايها الاخوة، ونقيم هذا القداس الالهي في يوم العنصرة المجيد، وفيه نذكر احدى التراتيل والتسابيح الاساسية التي نرنمها صباحا على مدار السنة وهي ايها الملك السماوي المعزي، روح الحق، الحاضر في كل مكان وصقع، والمالك الكل، كنز الصالحات ورازق الحياة، هلم واسكن فينا وطهرنا من كل دنس وخلص ايها الصالح نفوسنا. وفي عيد العنصرة بشكل خاص نرفع هذه الصلاة الابتهالية ونسأل الروح القدس ان يحل علينا".
 
وتابع متوقفا عند كل فكرة من الصلاة قائلا: "عندما نقول ايها الملك السماوي المعزي فذلك لانه هو فعلا المعزي، وكلمة تعزية كم نحن بحاجة الى سماعها، خاصة في هذه الايام كما في كل آن وزمان. الانسان يريد تعزية، يريد فرحا، يريد ابتهاجا، يريد سعادة، والروح القدس الذي نصلي اليه كي يحل علينا، في هذا اليوم، في العنصرة هو المعزي".
 
وتوقف عند معنى الحق بالقول: "نعم يا احبة، كم نحن بحاجة الى كلمة حق، العالم يتخبط متسائلا عن معنى حياته، عن معنى وجوده، ونسمع اصواتا من هنا وهناك، حيث كل يدعي انه يملك الحق، ويتفوه بالحقيقة، ويريد الخير والعمل الصالح للبشرية والعالم، انما اين هو الحق؟ كم نحن بحاجة اليوم الى كلمة حق، خاصة في هذه الظروف القاسية حيث العالم كله يتخبط، ومنطقتنا بشكل خاص وبلدنا يعاني ما يعانيه، وهنا وهناك من نسمعهم يتكلمون عن شرعة حقوق الانسان وما الى ذلك من شعارات، في حين ان المهم اين هو الحق؟".
 
وعن تعبير كنز الصالحات ورازق الحياة، شدد قائلا: "هذا هو خطابنا الى انسان اليوم الذي تلفه الظلمة والموت من كل اتجاه. خطابنا هو عن الحياة وليس عن الموت والقتل والظلم".
اما في ما يتعلق بعبارة طهرنا من كل دنس رأى ان "من يؤمن بالرب يسوع يسكن فيه الروح القدس، ويطهره ويبدله ويحوله من انسان العتاقة الذي تسيطر عليه الخطيئة واهوائها، التي تدفعه الى ارتكاب جرائم قتل وغيرها من اعمال الظلمة. في حين ان من يتحول الى ربه يجعل من ذاته ملجأ للروح القدس فيطهر، وكل من يسلك منا هذا الطريق يصبح هو سبيل تعزية وفرح وحرية وحداثة لنفسه وللاخرين".
 
وأشار الى ان "كل ما نتكلم عنه، كله في النهاية، ماذا يعني لنا في حياتنا؟ ان الله خلق الانسان على صورته ومثاله، وهذا الانسان ترك الله الذي احبه، فالله يا احبة لم يهمل خليقته، وعدها بالخلاص وحقق ذلك بارساله ابنه الوحيد الذي صلب وتألم ومات وقام من بين الاموات وارسل الروح القدس، كل ذلك ليعطينا الحياة لانه يريد لنا النور والمجد لا الظلمة والموت".
 
وتابع يازجي قائلا: "عندما نتكلم عن الله، الدين، الكنيسة، والانجيل المقدس فان في ذلك دعوة ان نتذكر اننا ابناء العلي، وان نؤمن بالرب لانه هو فرحنا، ونحن مدعوون ان نجعل من انفسنا هيكلا للروح القدس ليتحول كل منا من بشاعة الخطيئة الى الحياة ومحبة يسوع".
 
وأكد ان "هذه هي رسالة الكنيسة، وهذا ما اود ان اوجهه للجميع مطارنة وكهنة وشعب مؤمن وللعالم اجمع ان رسالتنا هي هذه البشارة السارة، ان ربنا يحبنا وقد افتدانا بدمه، انما هذا لا يكفي بل علينا ان نتقبل هذه البشارة ونجعل الروح القدس يسكن فينا لنتحول الى شهود حقيقيين، مؤتمنين على هذه الوديعة التي هي بشرى الحياة والخلاص والسلام. لذلك نحن مدعوون الى اقتناء الروح القدس وجعله يسكن فينا، ليطهرنا من كل دنس. وعلينا ايضا عمل الصالحات ليتمجد ابانا الذي في السموات".
 
ولفت يازجي الى ان "هذه الصلاة ترفع مع اختتام اعمال دورة المجمع المقدس، التي تمت في رحاب ديرالبلمند وهذه الكنيسة، واننا نردد ان نعمة الروح القدس هي التي جمعتنا، ورسالتي ان نكون معا، يدا واحدة، وقلبا واحدا، نكون هذه العائلة التي تعني الكنيسة. وباسم اباء المجمع، في الوطن والانتشار الذين تشاركنا واياهم اعمال المجمع، نوجه تحية لجميع ابنائنا في كافة اصقاع الارض، ونهديهم البركة الرسولية وندعو لهم بالصحة والتوفيق، ليكونوا حيث هم شهودا لاسمه. واننا يا احبة، عندما يجتمع الاباء، كل يحمل في قلبه هموم ومشاعر وقضايا شعبه في الابرشية التي ائتمن على خدمتها ورعايتها. والجسم الانطاكي يلتئم ليشكر الرب ويستلهم منه نعمة ورحمة على كنيسته وشعبه والعالم اجمع، ونجتمع كي نتدارس قضايا كنيستنا وشعبنا وقومنا وكل ما يختص بنا لخير الشعب الطيب وخير مجتمعنا".
 
وشكر جميع "الاخوة الذين شاركوا في الصلاة"، طالبا صلواتهم جميعا "كي يقوينا الرب، وتحل علينا نعمة الروح القدس، ويلهمنا الله كي نأتي دوما بما هو خير شعبنا وكنيستنا".
 
وختم مستلهما اقوال ترنيمة دينية بالقول: "نعم يا احبة، اننا نتكلم عن النور، عن الحياة، عن الحكمة، عن الفهم، عن الصلاة، عن الاستقامة، عن تطهير الهفوات والنقاء، نعم نتكلم عن كل هذه الامور التي ناخذها بالروح القدس عندما يسعى كل منا مع الاخوة ان يسكن الروح القدس فيه وفي قلبه، كي نبقى ابناء شهادة للكنيسة الانطاكية التي دعي التلاميذ اولا مسيحيين فيها".
 
واولم البطريرك يازجي على شرف الحضور الرسمي في البلمند.