بدعوة من جامعة البلمند، أقيم قداس وجناز لراحة نفس عميد "النهار" والرئيس السابق للجامعة غسان تويني في كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي، شارك فيه أرملته السيدة شاديا تويني والسيدة أندريه فؤاد تويني والسادة زياد وعماد وناجي تويني والدكتور فيليب سالم.
ونقل رئيس دير سيدة البلمند عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الأسقف غطاس هزيم الذي ترأس القداس "إلى عائلة تويني، محبة صاحب الغبطة وصلاته الحارة، لراحة فقيدنا العزيز ومن أجل صحة العائلة عموما، والابنة الروحية العزيزة شاديا خصوصا. أعزي أيضا باسم جامعة البلمند، التي تقدم القرابين من أجل راحة نفس رئيسها السابق الاستاذ غسان".
واستعاد قول الرسول بولس عن المحبة مشيرا الى ان هذا القول "يذكر بمن جمعنا اليوم للصلاة لأجل راحة نفسه، وهو لم يجمعنا يوما إلا على المحبة. والمحبوب عنده دائما هو الآخر، كائنا من كان، وأيا كان انتماؤه. وهنا يحضرني قول للاستاذ غسان في احتفال التخرج الأول: "أما آن لنا وللحكم أن نوقف الانتحار، علنا إذذاك نرتد معا، فنمنع الآخرين من قتلنا؟ لن ينقذنا إلا فعل حب عظيم، يمجد وجه الخالق في الإنسان؛ وحقه علينا في التعبد له في الأرض". ونذكر أيضا قوله المأثور والمزلزل في وفاة ابنه جبران: "… ادعو اليوم، لا إلى الانتقام ولا إلى الحقد ولا إلى الدم، ادعو إلى أن ندفن مع جبران الأحقاد كلها والكلام الخلافي كله". وعندما أسس صديقه الأكبر البطريرك جامعة البلمند، طلب منه وبإلحاح شديد أن يترأس الجامعة في انطلاقتها الأولى".
وتابع: "كبرت الجامعة بفضل عالميته، إذ ركز على الاتصال بالممولين لتوفير أساس لإضافة المباني، كما أضاف إليها أصدقاء كبارا. لكن تركيزه كان على استقطاب نوعية من الأساتذة المتميزين، وهذا ما ميز الجامعة. وأبلغ تعبير عن علاقته بالجامعة، قول صاحب الغبطة عندما منحه أرفع وسام، وسام القديسين بطرس وبولس، وهو أبلغ تعبير باسم البلمند والكنيسة، إذ قال: "… إن معالي السفير، الأستاذ غسان جبران تويني، رئيس جامعة البلمند الأرثوذكسية، الماثل أمامكم... وهو يحمل هذه الجامعة ويعيرها لمعانها وألقابها وروحها، ويأخذ مما له ويعطيها من دون حساب ومن دون تردد، فكان أنه قد حل حلولا عضويا في أولى الصفحات العلمية الحديثة في تاريخ كرسينا الأنطاكي المقدس، والجامعة هي هذه الصفحة الفريدة الخالدة. عزيزي غسان، إنني فخور بأن أقلدك باسم الكرسي الأنطاكي المقدس الوشاح الأكبر لوسام الرسولين بطرس وبولس وأقول ثلاثا: مستحق".
وقال إن "الأستاذ غسان لبناني حتى العظم. لم يرض هوى على لبنان، فرفع اسمه عاليا في كل المحافل الدولية بعنفوان وكبرياء. إنه عربي، غساني القلب، عاشق الحضارة العربية ورافعها، وناصر القضية بصلابة وإيمان. ولأن غسان عالمي الثقافة، أعلى مكانة الإنسان وكرامته كل حين. احترف الصحافة، فكانت الكلمة عنده صوت حق في هذه البرية. أما السياسة، فهي لأكابر القوم الذين يعرفون الحق ويدافعون عن الحرية والكرامة". وختم: "لا أرى أبلغ من قول صاحب الغبطة: "لا أحد يمكنه أن يتكلم عنك، أنت أكبر بكثير مما يمكن أن نقول". نعم، الأستاذ غسان، بالنسبة إلى البلمنديين، ليس حجرة بل هو حجر أساس، وليس كلمة بل هو الكلمة، وليس نسمة بل هو أجمل نسمة مرت، وليس ذكرى إنما حاضر. إنه أرزة يستظل بها الأحبة. ومن حمل المحبة لا يسقط أبدا. فليكن ذكره مؤبدا".