بيان صادر عن أساقفة الطوائف المسيحية في دمشق
بمزيد من الأسى والحزن تلقينا ـ نحن أساقفة الطوائف المسيحية في دمشق ـ نبأ استشهاد الأب الفاضل الخوري فادي الحداد، كاهن كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في قطنا ـ ريف دمشق، الذي ختم حياته وجهاده على أرض الشقاء بنيله إكليل الشهادة، وهو يؤدي خدماته الكهنوتية والإنسانية والرعوية، كما تتطلّب منه رسالته السامية.
إننا وأمام هذا المصاب الجلل نعلن ما يلي:
1ـ نتقدّم بأحرّ التعازي أولاً من بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بدمشق ممثّلة بغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم، ومن بعده نعزّي أنفسنا وزملاءه الكهنة وعائلته المباركة، ونسأل الرب الإله أن يُلهمنا جميعاً نعمة الصبر والسلوان، وأن يرحم شهداء الوطن جميعاً.
2ـ إننا إذ ندين الاعتداء على المدنيين الأبرياء العزّل، نستنكر التعرّض لدور العبادة والأماكن الدينيّة المقدسة كالكنائس والأديرة والمساجد، ولرجال الدين المسلمين والمسيحيين، خاصةً أنهم يقومون بواجباتهم الروحيّة والإنسانية في هذا الوقت الذي يتعرّض فيه بلدنا الحبيب سورية إلى محنة شديدة كادت تنهك قواه وتشلّ حركته.
3ـ إننا على معرفة جيدة بجميع مكوّنات الشعب السوري الأبي، ومن هذا المنطلق فنحن على يقين بأن أبناء الشعب الواحد هم بعيدون كل البعد عن هذا العمل الإرهابي الشنيع، وتاريخنا الواحد المشترك في هذا البلد هو خير شاهد على ذلك، ونؤكد بأن يداً خارجية مستفيدة، يهمّها أن تتدخّل في شؤوننا، محاولة أن تشوّه الصورة الحقيقية للسوريين، أبناء الخير والعز والدين.
4ـ كما في كل مرة كنّا نجتمع فيها، فإننا اليوم أيضاً نناشد جميع الأطراف من أجل وقف العنف بكل أشكاله ونزع السلاح، وحقن الدماء، والجلوس إلى طاولة الحوار، التي من خلالها سنجد حلولاً لكل مشاكلنا العامة والخاصة، بشكل يضمن للجميع الحريّة بكل أشكالها، والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.
5ـ ننتهز فرصة حلول عيد الأضحى المبارك، لنتقدّم من إخوتنا المسلمين بأحرّ التهاني سائلين الرب الإله أن يعيده على وطننا الغالي بالخير واليمن والبركات، ونقول لإخوتنا المسلمين: إن عيدكم هو عيدنا وفرحكم هو فرحنا وحزنكم أيضاً هو حزننا، معاً عشنا على أرض هذا الوطن، وأكلنا من غلاته وشربنا من مائه، ومعاً سنبقى إلى نهاية الدهر.
وفي الختام، نكرر تعازينا الحارة لاستشهاد الأب الخوري فادي الحداد، ونبارك له إكليل المجد في ملكوت السموات الذي أعدّه الرب لوكلائه الحكماء الأمناء، ونسأله تعالى أن يعزّي جميع أفراد أسرته المباركة والرعية التي كان يخدم فيها، وأن يبلسم قلوبهم بنعمه السماوية، إنه السميع المجيب.
دمشق 25/10/2012