غصت الكاتدرائية المريمية بالمؤمنين الذين أتوا من كل أبرشيات أنطاكية ليشتركوا مع بطريركهم الجديد بقداسه الإلهي الأول، حيث ترأس صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) القداس الإلهي الأول له والذي أقيم في الكاتدرائية المريمية بدمشق وذلك يوم الأحد 23/12/2012.
كما عاونه بالقداس الإلهي كل من أصحاب السيادة الميتروبوليت الياس كفوري مطران صور وصيدا ومرجعيون، والميتروبوليت سابا أسبر مطران حوارن وجبل العرب، والميتروبوليت جاورجيوس أبو زخم مطران حمص، والميتروبوليت بولس يازجي مطران حلب، وكل من الأساقفة لوقا الخوري، موسى الخوري، غطاس هزيم عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي رئيس دير سيدة البلمند البطريركي، بالإضافة إلى الأساقفة أثناسيوس فهد أسقف طرطوس، ديمتري شربك أسقف صافيتا، إيليا طعمة أسقف الحصن، وكوستا كيال رئيس دير مار الياس شويا البطريركي وعدد من الآباء والشمامسة..
وخلال العظة التي ألقاها غبطة البطريرك يوحنا العاشر تحدث فيها عن كنيسة أنطاكية ومما قاله:
كانت أنطاكية مدينة جامعة شاملة تقاطعت فيها الحضارات وتلاقحت الثقافات..لقد انتقلت أنطاكية بالدين من المفهوم الكلاسيكي إلى المفهوم الديناميكي الذي يقوم على رعاية الإنسان، حتى الرهبنات التي ولدت في أنطاكية عرفت بأنها الأقسى ولكن الأقرب إلى الناس.
كما تحدث غبطته تحدث عن تعايش المسيحية مع الأديان الأخرى خلال التاريخ والحاضر ومما قاله:
عرفت كنيستنا الأنطاكية عبر التاريخ أن تعيش مع الآخر المسيحي والآخر المسلم، فأعطته وأخذت منه عاشت له كما لذاتها..كنيستنا الشرقية كنيسة تحترم التعددية ونجحت في التاريخ في محبة الآخر واحترامه، إنها كنيسة منفتحة على كل لون وعلى كل مسعى خير، مسعاً له فرادة في العلاقات المسكونية سنعمل على تنميتها وله فرادة في العلاقات مع المسلمين إنها الكنيسة المسيحية الناطقة بالعربية والأقرب إلى فهم المسلمين ومخاطبتهم واحترام تقواهم.
وختم عظته بقوله:
أنطاكية رسالةٌ مسيحيةٌ بمزايا إنسانية عالمية، فيها الإنسان هو غايةُ الأديان. أنطاكية روحٌ نحمِلها ونخدِمها ونخلُصُ إليها، إنها على صورة الله "محبة"!
مَنْ هي أنطاكية؟ إنها البشرى! بشرى المحبة والتلاقي والروح. "إني أبشركم بفرح عظيم". هذه هي بشرى الميلاد ومنها تتأتى بشرى أنطاكية: بشارةٌ، رعايةٌ، محبةٌ وتلاقي! آمين.
وبعد القداس الإلهي استقبل غبطة البطريرك يوحنا العاشر المهنيئن في الدار البطريركية. وكان من بينهم السفير البابوي في دمشق مونسنيور زيناري، المطران بولس السوقي والمطران جان قواق (السريان الأرثوذكس)، المطران أرماش نالبنزان (الأرمن الأرثوذكس)، مونسنيور ريمون جرجس (اللاتين)، المطران سمير نصار (الموارنة)، والقس بطرس زاعور ( الكنيسة الإنجيلية).
الجدير ذكره أن البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) قد انتخبه المجمع الأنطاكي المقدس الذي انعقد في دير رقاد السيدة في البلمند بطريركاً على كنيسة أنطاكية وسائر المشرق يوم الاثنين في 17/12/2012