بيان إعلامي
اليوم الثاني لزيارة البطريرك يوحنا العاشر الى البطريركية الأرثوذكسية المسكونية في إسطنبول إسطنبول - في 2 حزيران 2102
المحطة الأولى من اليوم الثاني لزيارة البطريرك يوحنا العاشر )يازجي( السلامية لقداسة البطريرك المسكوني برثولوماوس، بدأت صباحا بال م شاركة في القداس الإلهي الذي أقامه البطريركان في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في مقر البطريركية المسكونية في إسطنبول. شارك في القداس مطارنة، كهنة و شمامسة من البطريركيتين و أعضاء الوفد الأنطاكي و عدد كبير من المؤمنين. في نهاية القداس تبادل البطريركان الكلمات من وحي الزيارة السلامية و معانيها، مؤكدين على تثبيت أواصر الشركة و التعاون بين الكنيستين. نوها إلى العلاقات التاريخية و الأخوية التي تجمع منذ فجر المسيحية الكرسي الأنطاكي و الكرسي المسكوني القسطنطيني، و شددا على ضرورة توطيد التعاون و الترابط بينهما لما فيه خدمة الكنيسة و العلاقات بين الكنائس الأرثوذكسية و سبل تطوير الشهادة المسيحية في عالم اليوم.
تطرق غبطة البطريرك يوحنا في كلمته بإسهاب إلى ال مساهمات الأنطاكية في حياة الكنيسة الجامعة من خلال أباء كبار كانوا مصدرا لإشعاع لاهوتي و روحي كبيرين، مؤكداً أنه رغم الصعوبات الجسام و المآسي التي تلم بكنيسته، سوف تعيد هذه الكنيسة إحياء إرث هؤلاء الآباء جميعاً. كذلك أشار إلى دور الوسيط و الداعي إلى الوحدة و السلام و التسامح و تقبل الآخر، الذي لعبته على مر التاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية. كما شدد غبطته على ال م هام الكثيرة التي أمام الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة في عالم اليوم مؤكداً على ضرورة التداول و التشاور ال م ستمر في الأمور المشتركة بما يوافق "روح الإنجيل وليس روح هذا الدهر". بالنسبة لقضية النزاع مع الكرسي الأورشليمي، الذي ي د عي ان له ولاية قانونية كنسية على قطر و منطقة الخليج العربي، خلافا صريحا للقوانين و التاريخ، أكد غبطته على روح المحبة و الشركة التي يجب أن تسود العلاقات الكنسية الأخوية دون التفريط بالحق، طالبا من قداسة البطريرك المسكوني العمل على "إرجاع الأمور إلى نصابها في أسرع وقت ممكن".
أما فيما يتعلق بالعمل التحضيري للمجمع المقدس الكبير بين كافة الكنائس الأرثوذكسية المستقلة، فقد طالب غبطة البطريرك أن لا يتم اختصاره على العلاقة مع غير الأرثوذكس و العالم، و في قضايا تتعلق بالمراكز و السلطة في الكنيسة، م شددا على ضرورة العمل على توسيع جدول أعمال المجمع "لأن العالم ينتظر من الكنيسة الأرثوذكسية قولا نبويا يساهم في إعادة المعنى لوجوده". كذلك أكد غبطته على أهمية التواصل و الاجتماعات الدورية لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية من أجل التداول بالشؤون التي تعوق الشهادة الأرثوذكسية في عالم اليوم، محذرا من "تفاقم الفكر العرقي" في الكنيسة و الذي يتناقض مع مقررات مجمع سنة 0782 . هذا و أكد على أهمية الوحدة الكنسية كعنصر ضروري للشهادة المسيحية في عالم اليوم قائلا "أنه لا بد من أقوال و أفعال نبوية تؤثر على شعب الله و تعيد إليه الرجاء أن الوحدة بين المسيحيين ستتحقق في مستقبل منظور". كذلك تطرق إلى أهمية توطيد العلاقات مع المسلمين، و التفكر بمستقبل التعايش بين الأديان، مؤكداً على ضرورة الحل السلمي في سوريا و محاربة التطرف، مناشدا الجميع من جديد مع المجتمع الدولي، لإطلاق سراح مطراني حلب، بولس يازجي و يوحنا إبراهيم الذين تم إختطافهما منذ 22 نيسان.
تميز اليوم الثاني أيضا بال م حادثات الأخوية و السلامية التي تمت مساء في مقر البطريركية المسكونية بين البطريركين و الوفدين ال م رافقين لهما، حيث تم التطرق إلى عدة مواضيع ذات اهتمام مشترك بين الكنيستين و أخرى تتعلق بالعلاقات بين الكنائس الأرثوذكسية، و منها بالأخص قضية قطر. تم التأكيد أيضا على ضرورة التعاضد في هذه الفترة العصيبة و المفصلية التي تعصف بالمنطقة و على بذل كل الجهود للوصول إلى إطلاق سراح المطرانين المخطوفين في حلب.