في وداع شهداء المحبة..ساروا على خطى المسيح المُعذبة فامتزجوا بآلامه وبذلوا انفسهم في سبيل الخدمة والعطاء
وصية السيّدِ المسيح الأساسية المحبة وضريبة المحبةِ احترافُ الشهادة، أليسوا هم من سّاروا على هداهُ فكانت كلماته’ منارةً لهم في عالم غرق بالخطيئة؟ أليس هو القائلُ ثقوا إني غلبتُ العالم فحفظوا كلامه عن ظهر قلب ..وحملوا قلوبهم بإيديهم مدفوعين بالمحبة التي لاتعرفُ الخوفَ، بخطاهُ المعذبة اقتدوا فكانت آلامه آلامهم التي تعلموا منها معنى المشاركة ،وبتعاليمه ساروا ملتحفين بالضياء إلى الحياة الأبدية ليكونوا شهداء المحبة التي اعتدنا ان نُشيّد كنائسنا على رفاتهم الطاهرة ف (طُوبَى للمضطهدين مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ) (إنجيل متى 5: 10 )
هي كلماتٌ رتلتها العيون قبل الشفاه وهي تلقي نظرة الوداع على جثمان الشهيد بسام عيسى كنهوش الذي استشهد وصديقه يسار سعيد معمر أثناء تأديتهما واجبهما الإنساني الذي ارتضوه في خدمة المهجرين والمعوزين إثر سقوط قذائف هاون على كنيسة درعا ومكاتب دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.
جسدتم المحبة بتفانيكم بالعطاء وإخلاصكم في خدمة إخوانكم المعوزين
وفي قداس جنائزي أقيم ضمن مراسم دفن الشهيد بسام كنهوش في كنيسة مار الياس حضره عدد من السادة المطارنة والآباء والسيد سامر اللحام المدير العام لدائرة العلاقات المسكونية والتنمية وعائلة الفقيد واهله ورفاقه قال سيادة المتروبوليت سابا اسبر متروبوليت السويداء وبصرى وجبل العرب : إن الرب الذي أحبنا شاركنا بالجوع والعطش والموت الدنيوي وعانق أوجاعنا حتى النهاية لكي يحررنا منها حتى وصل إلى الصليب وفجر لنا القيامة ليعلمنا المحبة ومشاركتها بحبنا لأخينا وخدمتنا له وهو ماكرسه الشهيدان بسام ويسار من خلال تقديم نفسيهما ذبيحة على مذبح الرب فكانوا شهداء أبرار لكلمة الحق.
وأضاف سيادته: بوجه ضحوك بشوش لايعرف الغضب كان الشهيد بسام يشارك رفاقه العمل الإغاثي في محافظة درعا متميزاً بعطاءاته وخدمته لكل من يسأله شيئا ..كان حيوياً دافقاً بالعطاء وعميق الشعور بآلام الآخرين والمعوزين والمحتاجين فيهب إلى مساعدتهم ومن آلامه الناتجة عن آلامهم تولدت لديه المشاركة التي تخلقها المعاناة الحقيقية.
وقال سيادته : لقدر رحل بسام ورفيقه يسار باكراً في وقت يعيش فيه الوطن مرحلة قاسية من مراحل تاريخه إذ تتزايد المحن وتتكالب الشرور ،كأنه يقول لنا تقت إلى الحياة الحقة وماعدت راغباً بالأرض .
وأتبع سيادته : نحن قوم اعتادوا منذ اكثر من ألفي عام على تقديم الشهداء على مذبح الرب متوحدين بيسوع الإله الذي استشهد من أجل خلاصنا .
وقال سيادته : شهادتكم قيّمة في نظرنا فأنتم شهداء الواجب والمحبة والعطاء ليبقى وطننا الصورة الصغيرة عن الوطن الأبدي شامخاً ومزدهراً ، وإننا نعتمد على الشهداء في صلواتنا ونضع رفاتهم في كل مانقدمه للقداس الإلهي فصلواتكم مسموعة راجياً من الله ان يبلسم العزاء في قلوب اهله وأصحابه.
ذكراكم ستبقى معنا كل يوم و شهادة الحب التي قدمتموها على مذبح الرب ستكون لنا جميعاً عبرة و مثالاً يحتذى به
الأستاذ المهندس سامر اللحام المدير العام لدائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وفي كلمة له خلال القداس قال : لقد شاء الرب أن يختارالفقيدين الحبيبين يسار وبسام إلى جواره ليكونا مثلاً لنا جميعاً في التضحية و الرجولة و التفاني في خدمة القريب مؤكدا ان الفقيدين قد طالتهما يد الغدر و القتل و هما يقومان بعملهما الإنساني مع أخوتهم المتطوعين في مكاتب دائرة العلاقات المسكونية و التنمية في درعا برعاية سيادة المتروبوليت سابا اسبر.
وأكد اللحام أن عمل فريق الدائرة في درعا كان و لا يزال مدعاةٌ للفخر و الاعتزاز، ففي أصعب الظروف كان الفريق يتفانى في تقديم الخدمات و المعونات لآلاف من النازحين و المتضررين من الأزمة التي تعيشها البلاد ليس فقط من ناحية تقديم المعونات الإنسانية بل تجاوز ذلك إلى دعم التعليم و رعاية الأطفال و ترميم المدارس، فتكلل عمل الفريق بشهادات التقدير و الامتنان من الهيئات الرسمية و مجالس المدن و القرى المستفيدة من خدمات الدائرة مشدداً على أن هذا لم يكن بالإمكان لولا جهود المتطوعين الأبطال أمثال يسار و بسام و غيرهم و إدارة الفريق الممثلة بالأخ رياض شتيوي.
وقال اللحام : لقد أراد هؤلاء ان يلبوا نداء الخدمة الكنسية الإنسانية ليس من باب المنفعة المادية بل لأنهم يؤمنون بأن عمل الكنيسة لا يتجسد إلا بخدمة الآخر و القريب. إيمانهم هذا المؤُسس على صخرة الانتماء إلى أرض العربية التي عاش فيها بولس الرسول بعد اهتدائه للمسيح هو الذي دفعهم بأن يكونوا شموعاً تذوب كل يوم كي تضيئ أمام الآخرين.
وأضاف اللحام :لقد شاء الرب أن تغادرنا في غمرة فرحة الميلاد و لكن نقول لك أين فرحة الميلاد و بلادُنا تنزف دماً و دمعاً كل يوم. و لكن ما يعزينا هو أن ذكراك و ذكرى يسار ستبقى معنا كل يوم و شهادة الحب التي قدمتموها على مذبح الرب ستكون لنا جميعاً عبرة و مثالاً يحتذى به.
وشدد اللحام على أن فريق الدائرة مستمر بتقديم خدماته الإنسانية و الإغاثية لجميع أبناء الوطن دون تمييز ولن تثنيه عن ذلك لا قذيفة و لا رصاص و لا قنابل و لا قنص فقدَرنا أن نعلم الناس قيمة فضيلة المحبة التي هي أعظم الوصايا التي علمنا إياها سيدنا يسوع المسيح.
كانوا كالشمعة التى تحرق نفسها لتضيء على الاخرين
السيد رياض شتيوي مدير فريق الإغاثة في محافظة درعا قال على هامش القداس :ان الله القدوس له المجد يقيم لذاته شهوداً امناء تسترشد بهم البشرية الى الطريق والحق والحياة ومن هؤلاء الشهود كان الفقيد بسام ورفيقه يسار اللذين كرسا حياتهما لخدمة الرب والانسانية نعم لقد انتهت حياة شهداؤنا الابرار على هذه الارض الفانية لكنهما انتقلا الى عالم الخلود لقد كان الشهيد بسام ويسار وكل العاملين في مركز الاغاثة بكنيسة درعا التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس /دائرة العلاقات المسكونية والتنمية / مطرانية بصرى حوران وجبل العرب يتسابقون لفعل الخير والعمل الانساني دون كلل او ملل رغم الظروف الامنية الصعبة في درعا فكانوا كالشمعة التى تحرق نفسها لتضيء على الاخرين
وأضاف شتيوي : لقد اقامت كنيستنا في مدينة درعا وببركة سيدنا سابا اسبر مجلس عزاء مشتر ك لكل الذين سقطوا شهداء امام المركز حيث تعانق الصليب والهلال في مجلس عزاء واحد تسوده المحبة والاخاء
وقال شتيوي : لقد انتقل عنا حبيبنا الغالي بسام ويسار وناما نوم المجاهد المطمئن الذي انتصر في ساحات الجهاد الانساني وكان قدرهما ان يبتهجا بميلاد ربنا يسوع المسيح مع الملائكة في السماء ان ما يعزينا ويعزي اهلهم ومعارفهم ان الفقيد ان الغاليان قضايا شهداء حيث خاضا معركة من اجل عون المحتاجين وتضميد جراح المتألمين وعزاؤنا وعزاء زوجتيهما واولادهم واخوتهم واقاربهم وكل من يعرفونهم انهم مقيما بالأمجاد العلوية التي ماتا على رجائها شهداء فوداعاً ايها الاحباء وداعاً من زملاء عرفوكم ابطالا في العمل الانساني والتفاني في مساعدة الاخرين المحتاجين .
شهداء المحبة في سطور
- الشهيد بسام عيسى كنهوش متزوج من السيدة هويدا كنهوش ولديه ثلاثة أطفال
- الشهيد يسار سعيد معمر من مواليد محافظة درعا 1971 متزوج من السيدة عبير شماس ولديه ثلاثة أطفال
المرحوم يسار معمر | المرحوم بسام كنهوش |