ترأس صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر القداس الالهي في دير سيدة البلمند البطريركي وعاونه في الخدمة الأسقف غريغوريوس خوري ولفيف من الكهنة والشمامسة، وقد خدمت جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي القداس في حضور افراد الاسرة البلمندية، وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس ألقى غبطته عظة قال فيها" هذا الاحد هو احد الفريسي والعشار. وقد أراد آباء الكنيسة القديسون قبل بدء الصيام الاربعيني المقدس أن نهيئ أنفسنا للصوم قبل أربعة أسابيع. ونحن نتكلم كثيرًا عن الصيام ومعناه وفوائده، وقد ورد الحديث عنه في الكتاب المقدس القديم والجديد. لكن أريد اليوم بشكل بسيط أوعائلي أن نتأمل مع بعضنا البعض في هذا الأحد، أحد الفريسي والعشار. وكما أراد الآباء القديسون في ذلك كله ان يقودنا في مسيرة نحو الفصح المجيد ".
وأشار إلى أن" احدى التراتيل التي قمنا بترتيلها اليوم للمرة الأولى في بدء التحضير للصوم - افتح لي أبواب التوبة يا واهب الحياة – فذلك لان روحي تتوق لهيكل قدسك، وفيه نعبر عن هذا الشوق لهيكل قدس الرب. وفي الكتاب التريودي القطعة الاولى التي نرتلها تذكرنا ونحن ندخل الى الصيام المبارك بان من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع. اي ان نتضع ولا نتكبر ونتباهى بالصلاة والصوم مثل الفريسي، بل ان نكون مثل العشار الذي يحني رأسه الى الارض ويقول اللهم ارحمني انا الخاطئ. هذا كله حتى ندرك المعاني العظيمة للصوم، وكل هذه الاحاد التي تسبق الصوم، من أحد الفريسي والعشار، وأحد الابن الشاطر، وأحد مرفع اللحم، وأحد مرفع الجبن والتراتيل والرسائل كلها تشدّنا حتى نعي اكثر ما هو المعنى الحقيقي للصوم، ونسير هذه المسيرة نحو الرب يسوع".
ورأى أن" هناك من يعتبر ان الصوم هو الذهاب الى الكنيسة والصلاة والصوم، لا ايها الاحبة الصوم يحتاج الى رجال ومن هو رجل يصوم. الصوم معانيه كثيرة، الصوم يعني الفضيلة هو مباركة المسيح، هو العطاء والاحسان مساعدة الفقير،ان تنكر نفسك لكي تتطهر وتتقدس وغير ذلك. ومن يصوم هو رجل بالمسيح يسوع وكلنا نريد ان نكون رجالا له، بالنمو بالفضيلة بالقداسة بالنعمة بالحكمة بفعل الخير بالاهتمام بالانسان الاخر بالمساعدة. والصيام يتكامل بالجسد والروح ولا أمر يغني عن أمر آخر، ولا يكفي ان أصوم وأصلي ولا أقوم بأعمال الرحمة والمحبة، ولا يكفي ان أذهب للكنيسة وأصلي دون أن أصوم ،ولا أن أصوم دون أن أصلي، فكل ذلك يتكامل مع بعضه البعض في مسيرة لنعبر عن شوقنا إلى السيد الذي نحبه والذي نريد أن نحيا بموجب وصاياه وليس أي وصايا أخرى، وبالتالي يجب أن نقدم كل ذاتنا للمسيح بالجسد والروح والنفس وبكل احاسيسنا ومشاعرنا، جسدًا فكرًا وعقلاً وروحًا وذاتًا لنسير هذه المسيرة القائمة على اننا عشاق لهذا السيد الذي نريد أن نكون رجالاً له. فننمو مثل الطفل يسوع بالمحبة والنعمة والايمان الى ان يصبح هذا الطفل فينا رجلاً على قامة وهامة المسيح وهكذا نكون كما نريد شهودًا للمسيح ونسير هذه المسيرة القيامية".
وردد ما قاله الرسول بولس لتلميذه تيموثاووس" يا ولدي تيموثاووس، أنت قد تبعت تعليمي، وسيرتي وقصدي وايماني واناتي ومحبتي وصبري واضطهاداتي والامي مثل ما اصابني في انطاكيا وايقونية ولسترة. أية اضطهادات احتملت، ومن الجميع أنقذني الرب. أما أنت اثبت على ما تعلمت وايقنت، عارفًا ممن تعلمت. وأنت منذ الطفولة تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع".
وختم بالقول" عسى أن تكون فترة الصيام لنا جميعًا بالفعل مسيرة قيامية، ونصبح رجالاً في بيوتنا وفي مجتماعتنا، رجالاً على قامة المسيح الذي نريد أن نشهد لهُ في حياتنا على هذه الارض، وتكون قيامة في بلادنا ومجتماعتنا وقيامة للجميع".