يوحنا العاشر في ذكرى اختطاف مطراني حلب:
"لن يعلو حقٌّ على حق الله وحقِّ الإنسان مهما كثرت الآثام"
أحيت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يومًا صلاتيًا مهيبًا بمناسبة مرور عامَين على اختطاف مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي. حيث أقام غبطة البطريرك يوحنا العاشر القداس الإلهي في دير سيدة البلمند على نية عودتهما. وعاونه في الخدمة المطارنة جاورجيوس (جبيل والبترون) وإغناطيوس (فرنسا) والأساقفة أثناسيوس فهد وكوستا كيال وغريغوريوس خوري ولفيف الآباء الكهنة والشمامسة. وقد ضم القداس حضوراً رسمياً وشعبياً كبيراً غص به دير سيدة البلمند الذي حملت جدرانه والطرق المؤدية إليه صور المطرانين واليافطات المستنكرة للصمت الدولي المعيب الذي يلف قضيتهما.
وبعد الإنجيل تناول المطران جورج خضر في عظته ضرورة أن يحيا المسيحيون المسيح في النفوس لا في الكتب فحسب وشدد على ضرورة أن يكون المسيح حياً في عمق وخلجات الإنسان.
وبعد نهاية القداس تلا غبطة البطريرك البيان المشترك الذي أعدته كنيستا الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس. ومما جاء فيه:
"لن يعلو حقٌّ على حق الله وحقِّ الإنسان مهما كثرت الآثام .... شرقنا؛ نحن رمال صحاريه، تراب سهوله، صخور جباله، مياه أنهاره، وجذور أشجاره. إن زالت، لا يبقَ للحياة وجود أو معنى. بات شرقنا حلبة مفتوحة لكلّ سوء. رهان (ما يحدث) هو هدم الحياة في مهدها، تحطيم توهّجها في حضاراتها، إزالة معالمها في مكوّناتها، إخفاء بصماتها في آثارها، تهجير إنسانها في تاريخها، ومسْخ الله في أديانها. مدى غلبتنا في الحقّ على الأرض نستمدّه من السماء، ولكن ليس باستدعاء الإله لتسخيره، كرمى لنزواتٍ، السماءُ منها براءٌ! نحن واعون أنّنا مكرَّسون للبقاء في هذا الشرق الذي ننتمي إليه ونحن منه؛ فيه نشهد لإيماننا، ومنه تنطلق شهادتنا، وعليه نبني صرح إنسانيّتنا. لم يكن الإله الواحد بالنسبة لنا موضوع خلاف ولا علّة اقتتال ولا سبب انقسام. تعلّمنا أن نخاطبه "أبانا" (متى 6، 9)، لذا فالجميع بالنسبة لنا "إخوة". يمكننا أن نخاطب الجميع بالحقّ والمحبّة، و "أن نضع نفوسنا" لأجلهم (1 يو 3، 16)؛ ويمكننا أيضاً أن نطالبهم ونسائلهم، فحقّنا عليهم أنّ مصيرنا واحد، نتعهّده معاً أو نخسره معاً! لا يمكن أن يتحوّل المؤمن، أيّاً كان، وحتّى غير المؤمن، في هذا الشرق أو خارجه، إلى شاهد زور بتعاميه عمّا يجري. معكم نرفع راية الأخوّة وبها نقطع دابر شاهدي الزور في محاكمة الإنسان والدِّين"
يذكر أن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس قد خصصتا هذا اليوم ليكون يوماً صلاتياً في كل كنائس الكرسي الأنطاكية من أجل المطرانين وسائر المخطوفين وعممتا بيانهما المشترك ليُتلى في كل المنابر.
عن موقع البطريركية