البطريرك يوحنا العاشر من قبرص
"لا يمكننا أن نرى الشرق الأوسط بدون مسيحيين"
في إطار زيارته الكنسية والرسمية لقبرص التي وصلها البارحة، ترأّس البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، خدمة صلاة الشكر في كنيسة القدّيس يوحنا اللاهوتي في مقر رئاسة أساقفة قبرص في العاصمة القبرصية نيقوسيا.
على وقع قرع الأجراس أُستقبل غبطته من قبل رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني ومطارنة وأساقفة الكنيسة القبرصية والآباء الكهنة والشعب. ( قرع الأجراس تعبير حيّ عن أهميّة الزائر من الناحية الروحية والكنسيّة بالإضافة إلى أنّها شهادة فرح للإيمان المشترك بين الكنيستين).
في نهاية صلاة الشكر رحّب رئيس الأساقفة بالبطريرك والوفد المرافق مؤكدًّا على عمق العلاقة بين الكنيستين. ونوّه برسالة كنسيّة أنطاكيّة وشعبها الذي يشهد شهادة المحبّة للمسيح في الشرق الأوسط عمومًا وسوريا خصوصًا. وشدّد على المسؤولية الأخلاقيّة التي تتحمّلها البشرية جمعاء تجاه المسيحية المشرقية من جراء ما ينتابها من تكفير وإرهاب يستهدف كلّ مكوّنات الشرق تحت كثير من المسمّيات. وختم بالصلاة من أجل عودة السلام إلى الكنيسة الأنطاكيّة الممتحنة بخطف مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وسط صمت دولي معيب، والتي تقاسي تهجير أبنائها والخطف وتدفع ضريبة غالية لما يجري.
من جهته عبّر البطريرك يوحنا عن سعادته لوجوده في قبرص. ونوّه إلى أنّه يحمل مشاعر الفرح باللقاء، ومشاعر الحزن لما يجري في الشرق الأوسط من مآس.
وشدد البطريرك على ثوابت الكنيسة الأنطاكيّة في العيش الواحد مع كلّ مكوّنات المجتمع في سوريا ولبنان وفي كلّ مكان مشددًا أن ما تشهده المنطقة غريب عن واقع وراهن العيش المشترك بين كلّ الأطياف، ومؤكّدًا:
لا يمكننا أن نرى الشرق الأوسط بدون مسيحيين. كما شدّد غبطته على " أنّنا كمسيحيين باقون في أرضنا وهذا جوابنا للجميع".
وختم مطلقًا نداء سلام وشاكرًا لرئيس الأساقفة وللكنيسة القبرصيّة الوقفة الصادقة إلى جانب الكنيسة الأنطاكيّة، وخصوصًا في قضية مطراني حلب المخطوفين منذ أكثر من سنتين.
وبعد صلاة الشكر، صافح غبطته مستقبليه وترأّس برفقة رئيس الأساقفة جلسة مجمعية ضمّت مطارنة الكنيسة القبرصيّة تناولت سبل تعزيز العلاقات وناقشت قضايا كنسيّة ورؤية الكنيستين تجاه الاستحقاقات المصيريّة الكنسيّة والإقليميّة.