ما أحلى المسؤولية في نطاق المحبة
ما أحلى المسؤولية في نطاق المحبة*
أيها الأخوة الأحباء،
كخدام لهذا الهيكل المقدس ولكل هياكل الرب، أتمنى أن أتقدم منكم بكل شكر عميق، من كل قلبي، فإنكم آنية الروح القدس وهو يفعل فيكم كل حين، فقد نزلت النعمة الإلهية على أيديكم في رسامات وفي عمادات وفي أكاليل، وهذا أصبح شيئاً مألوفاً، والرب أوحى إليكم بأن تضعوني أمام محدودياتي.
لم أشعر مرة بصغارتي قدر ما شعرت في هذه الساعة. فقد تكون المحبة العظمى محبتكم أيضاً حملاً كبيراً. أطلب إليكم أن تصلّوا من أجلي لكي يعطيني الرب قوة فأتمكن من حمل هذه المحبة الكبرى. وستكون دينونتي ألا تكون الكنيسة في قلبي، وألا يكون كل واحد منكم في قلبي. يعز علي أن أخاطبكم وكأني أنا غيركم. أنا لست غيركم، أنا إياكم، أنا فيكم، وأطلب إليكم أن تكونوا فيّ، فالرب يأتي والروح القدس ينـزل في الاخوة المجتمعين المتآخين المتضامنين، الذين يظهرون تعدد المواهب ولكن في وحدانية الروح. أرجوكم أن تذكروني، فأنا أقل بكثير بكثير من محبتكم. ونعمة الله وحدها التي تبرر أن نكون مجتمعين، وأن أنال منكم هذا العبء وهذا التكليف الذي لا أعتبره على أكتافي وحدي ولكن على أكتافكم جميعاً. نحن معاً والكهنوت جعلنا عائلة خادمة للرب، وسنسير هكذا. في ما خصني هكذا سنسير ولن نسير إلا هكذا، نحو الرب الواحد والإيمان الواحد والنعمة الواحدة. وسيكون كهنوت واحد في الكرسي الانطاكي المقدس.
لقد سُلِّمت عصا الرعاية
لقد سُلِّمت عصا الرعاية*
لقد سُلِّمت عصا الرعاية من بعد سجود للذي «يحمد حمداً دائماً على كل شيء» (أفسس5: 20). إنه افتقدنا بموداته وجعلنا نسبّح له من أعماق القلوب علّ هذه الأيام الشريرة تفتدى فنقوم من موتنا إلى ضياء المسيح. ففي مسيرة القيامة لا تبقى النفس أسيرة لذبول أو يأس. إنها، أبداً، مرحومة، مدللة. فالخطيئة ليست غلابة والروح يشفع فينا ويأخذنا إلى قلب الثالوث حيث نلقى الكون كله ونؤالف أحبة الله.
لقد رفعنا الشكر للذي منه كل عطية. ومن أعطياته الكبرى وحدة جسد المسيح التي الروح صانعها. والوحدة تعذبها الأنواء، ولكن يبقى المنيرو الشكل المتغذون بالكلمات الخارجة من فم الله، المتقدسون بالشهادة. وبهم نستمر فلا ينقلبون إذا انقلب الزمان، وإياهم نلازم إذا امتحن إيماننا.