كلمات من القلب في وداع صاحب الدرب
فيكتور كالوس
ليسبغ الله عليك مراحمه الغزيرة ياصاحب الغبطة يافكراً نيّراً وقدوة رائدة ، يارجل الإيمان ، ياقومياً بارزاً في عهد الجهل والظلام ، رحمة الله عليك وأسكنك إلى جواره في أعلى عليين . منذ خمس وثلاثون سنة بشرت أهالي اللاذقية بقدومك مطراناً عليها وقد أ بعد المطران الشدراوي لتحتل مكانه ، فقد كان الرب يدعوك إلى هذه الخدمة لتكون بعدها صاحب الغبطة الذي أجمع عليه السادة الأجلاء مطارنة الطائفة بطريركاً تتولى القيادة من سلفك البطريرك إلياس الرابع .
إن أنسَ فلن أنسَ يوم جئتك مهنئاً باختيارك بطريركاً على كرسي القديسين الرسولين بطرس وبولس خلفاً للبطريرك المثلث الرحمات المطران الياس معوض ، وكانت دموعي تنسكب من مقلتيّ فقلت لك : يا صاحب الغبطة ليس غيرك من يستطيع ملء هذا الكرسي الذي شغِرَ بوفاة البطريرك الياس الرابع فقلت لي : أسأل الله القوة والقدرة لتكون شؤون الأورثوذكسية في دولت َ ي المشرق في رعاية خي ّرة وفكر
صحيح وعزيمة لا تُقهر .
وصدقتَ فيما وعدتَ ، هذا الصرح المقدس والعريق هذا البلمند هو ثمرة أتعابك تعم في التثقيف ونشر الإيمان وقد حولتها بجهدك إلى جامعة أسوة بكل ما في لبنان من جامعات . والبلمند اليوم يكرم ذكراك ولن ينسى جهدك ولا فكرك .
رحمة الله يابطريرك البطاركة علماً وتفكيراً وتوجيهاً وخدمة متفانية .
لقد أهديتني كتاب أطروحتك )القيامة وإنسان اليوم ( مستمداً نحواها من سر القيامة وقد زينت َه بكلمة رائعة : إلى ولدنا الحبيب فيكتور ، أرجو أن تكون زيارته دائمة ومتكررة . وهذا الكتاب هو في قلبي إرشاد اً وفي إيماني جرساً يدق في قلبي كل ساعة ذاكراً اسمك الحبيب .
ياصاحب الغبطة ، خمس وثلاثون سنة وأنت على رأس أبرشية عرف َ ت أن تستيقظ من سباتها على قرع أجراسك فحُ ق لك أن تنام في أعلى عليين تسهر في سمائك على الطائفة التي أحببتها وكرست عمرك لخدمتها وسؤددها ديناً ومقاماً .
صاحب الغبطة ،
نم في ضريحك ، في كنيستك وقد خُلّدت في الرعية ما خَ لّد اسمك ورسمك مدى الدهور وعيناك ترمقان من يتسلم الزمام من بعدك في مهب العواصف. إن دموعي عليك دمعتان هما أنني لم أستطع وداعك الوداع الأخير وأنا في غربتي ، والثانية هي فراقك الأبدي مني، فهل ياترى نلتقي يوماً ونعيد سيرة الخلود ؟
فيكتور كالوس ، صاحب صحيفة )الناس(
01 كانون الأول 2102 مونتريال ، مقاطعة كيبيك ، كندا